السوق يتفاعل مع الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترامب في "يوم التحرير"

أعلن الرئيس دونالد ترامب عن سياسة تعريفات جمركية جديدة شاملة يوم الأربعاء، حيث حدد تعريفة أساسية بنسبة 10٪ على جميع الواردات وأدخل تعريفات متبادلة تعكس نصف معدل كل شريك تجاري، مما يمثل تحولا كبيرا في نهج التجارة الأمريكية.

وأرسل الإعلان، الذي يستهدف شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة، موجات من التوتر في الأسواق المالية، حيث قام المستثمرون بتقييم الآثار المترتبة على التضخم وأرباح الشركات وسلاسل التوريد.

استجابة السوق للتعريفات الجمركية

كان رد فعل السوق الفوري متباينًا. وشهدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية خسائر مبكرة، إذ استوعب المستثمرون تأثير الرسوم الجمركية، لا سيما على الشركات متعددة الجنسيات التي تعتمد على سلاسل التوريد الأجنبية.

وانخفض مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي في التعاملات قبل بدء السوق، في حين تلقى مؤشر ناسداك الذي يعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير، والذي يتعرض لسلاسل توريد أشباه الموصلات العالمية، ضربة أكثر حدة.

ارتفعت قيمة البيتكوين في البداية بشكل طفيف مع بدء خطاب ترامب، لكنها سرعان ما استقرت عند حوالي 86 ألف دولار، مما يعكس استجابة مدروسة من تجار العملات المشفرة .

وفي الوقت نفسه، ارتفع الدولار الأميركي مقابل عملات الأسواق الناشئة، مع توقع المستثمرين تدفقات رأس المال إلى الاقتصاد الأميركي بسبب تزايد الحمائية.

الصناعات في التركيز

وواجهت شركات التصنيع والسلع الاستهلاكية التي لديها تعاملات كبيرة مع آسيا تدقيقا فوريا.

إن هيكل التعريفات الجمركية المتبادلة الذي فرضه ترامب يفرض رسوماً باهظة على الواردات من كمبوديا (49%)، وفيتنام (46%)، وبنجلاديش (37%)، والصين (34%)، وكلها مراكز توريد حيوية للمنسوجات والإلكترونيات والسلع الاستهلاكية.

ومن المتوقع أن يواجه تجار التجزئة في الولايات المتحدة الذين يعتمدون على سلاسل التوريد هذه ضغوطًا تتعلق بالتكلفة، مما قد يؤدي إلى نقل الأسعار المرتفعة إلى المستهلكين.

وتراقب شركات التكنولوجيا العملاقة التي تعتمد على إنتاج أشباه الموصلات التايوانية (32%) الأسواق بقلق، في حين قد تواجه واردات الرقائق من كوريا الجنوبية (25%) زيادات كبيرة في التكاليف.

بالنسبة لمصنعي السيارات، أدت الرسوم الجمركية المحتملة على المكونات اليابانية (24%) والاتحاد الأوروبي (20%) إلى إثارة تقلبات في الأسهم حيث قام المحللون بحساب التأثيرات المحتملة على الأسعار.

التداعيات السياسية والاقتصادية

وفي إعلانه، أعلن ترامب: "يتعين علينا الاهتمام بالشعب الأميركي"، مؤكدا التزام إدارته بتقليص اختلالات التجارة وتعزيز الإنتاج المحلي.

لكن المحللين يحذرون من أن هذه السياسة قد تؤدي إلى ردود فعل انتقامية من جانب الشركاء التجاريين، مما قد يؤدي إلى جولة جديدة من النزاعات التجارية.

وستكشف الأسابيع المقبلة ما إذا كانت استراتيجية ترامب في فرض الرسوم الجمركية قادرة على إعادة الوظائف إلى الداخل بشكل فعال أم أنها ستولد ضغوطا تضخمية قد تؤثر على الإنفاق الاستهلاكي والنمو الاقتصادي.

وستراقب الأسواق عن كثب ردود أفعال الحكومات الأجنبية، وتعديلات أرباح الشركات، والتحديات القانونية المحتملة من الصناعات المتضررة.